في ذكرى وفاة العلامة الفهامة جوهرة الكرد في عصره الشيخ عبد الكريم المدرس

 العلامة الفهامة جوهرة الكرد في عصره الشيخ عبد الكريم المدرس مفتي العراق سابقا:‏ هو عبد الكريم بن محمد بن فاتح بن سليمان من عشيرة «هوزى قاضي»، ولد شهر ربيع الأول سنة «1323ه» في قرية «تكية» قرب ‏مدينة خورمال التابعة لمدينة «حلبجة»، بدأ دراسته عندما بلغ سن التمييز فختم القران الكريم وبعض الكتب البدائية، ثم تجول في ‏المدارس ووقع تحت رعاية أحد العلماء فقرأ عنده المقدمات في النحو والصرف، ثم دخل السليمانية عندما بدأت الحرب العالمية الأولى، ثم ‏رجع إلى «هورامان» والتزم مدرسة «خانقاه قرية دورود» التابعة لـمنطقة «سروآباد» التابعة لمدينة «سنندج» تحت رعاية شيخه المربي ‏علاء الدين النقشبندي قدس سره، وأكمل دراسة النحو والمنطق وآداب البحث والفقه والفلكيات، ثم رجع إلى قرية «أبي عبيدة» بحلبجة قرب ‏مسقط رأسه وتلمذ عند الملا محمد سعيد العبيدي، ثم رحل إلى قرية «بالك» وتلمذ على يد الملا محمود الجوانرودي، ثم عاد إلى العراق ‏ودخل مدرسة بيارة الشريفة بأمر شيخه المربي علاء الدين قدس سره، ولازم أخيرا شهر ربيع الأول سنة «1340ه» العلامة الشيخ عمر ابن ‏القرداغي في «مسجد خانقاه مولانا خالد» بمدينة «السليمانية»، فأكمل عنده العلوم العقلية والهندسة والفلكيات والبلاغة والفقه ‏وأصوله، حتى حصل على الإجازة العلمية عنده شهر شعبان سنة «1343ه»، فطلبه لذكائه وعلو قدره وقدرته في العلوم أهالي وسادات قرية ‏‏«نيرگسه‌جار» التابعة لمدينة «حلبجة» لينتقل الشيخ إليها مع مجموعة من تلاميذه الذين لازموه كالعادة، فاستمر بالتدريس حتى طلبه شيخه المربي ‏الشيخ علاء الدين قدس سره‏ وعيّنه كالمدرس الأوّل بمدرسة بيارة المعمورة بالطلاب الأذكياء والمكتبة الكبيرة التي بها، وبقي على التدريس ‏والتأليف والإجازة حتى سنة «1371ه» ولذا لقب بالمدرس، ثم انتقل إلى مسجد «حاجي حان» بالسليمانية، وانتقل سنة ‏‏«1374ه» إلى تكية الحاج جميل الطالباني بمدينة «كركوك»، ثم بعد وفاة العلامة محمد القزلجي سنة «1379هـ=1959م» شُغِرَ مقامُ ‏التدريس بمدرسة الحضرة الجيلانية، فقدم الشيخ عبد الكريم طلباً لامتحان الإمامة في بغداد فعيّن بـ«الجامع الأحمدي» إماما، وقدّم ‏عريضة للتدريس بالحضرة الجيلانية فبعد الامتحان عيّن مدرسا مع العالمين الجليلين: الحاج عبد القادر الخطيب والشيخ كمال الدين ‏الطائي، فطلب التقاعد سنة «1393ه»، فكلف بالبقاء من قبل أولاد الشيخ عبد القادر الجيلاني7‏ للإفتاء، وإمامة صلاتي الظهر ‏والعصر(‏ ‏). ‏

وتولى بعد ذلك باقتدار منصب المفتي الأول للشافعية في العالم ومفتي العراق، ورئيس رابطة علماء الدين في العراق، وبقي على التدريس ‏والإفادة والتأليف حتى لزم حجرة المدرس بالحضرة الجيلانية، فتوفي يوم الاثنين «27/رجب/1426هـ=29/آب/2005م»، وتم تشييع ‏جنازته في موكب غفير بالعلماء والرؤساء ودفن في مقبرة الحضرة القادرية.‏

لقد صرف العلامة عبد الكريم المدرس عمره الشريف المتجاوز عن المائة في التدريس والإفتاء والتأليف في شتى العلوم الإسلامية، وترك ‏خدمة كبيرة للمكتبة الإسلامية ومع ذلك فقد أجاز مئات من أهل العلم والفضل، وكان أيضا أدبيا رفيعا ملقبا بـ«نامي» في أشعاره ‏ومناجاته، لقد خدم الأدب الكردي وشرح دواوين أكثر شعراء الكرد الكلاسيكيين، فآثاره التي قاربت المائة ملأت الدنيا علما وأدبا وعرفانا، ‏من أشهرها:‏

في التفسير «مواهب الرحمن في تفسير القرآن» و«تەفسیری نامی=تفسيرُ نامي» كلاهما سبع مجلدات، وفي علم الكلام: «الوسيلة في ‏شرح منظومة الفضيلة»، وشرح منظومة: «العقيدة المرضية بالكردية» و«شرح منظومة فوايح المسمى بفوائد الفوائح بالفارسة»، تلك ‏المنظومات الثلاثة للمولوي«ت:1882ه»، و«جواهر الكلام في عقايد أهل الإسلام»، وفي الفقه وأصوله: «إرشاد الأنام إلى أركان ‏الإسلام»، و«جواهر الفتاوى»، و«شەریعەتی ئيسلام»=الشريعة الإسلامية أربعة أجزاء»، و«صفوة اللآلئ لمستصفى الإمام الغزالي ‏‏«ت:505ه»، وفي السيرة والتراجم: «القصيدة الوردية في سيرة خير البرية»، و«علماؤنا في خدمة العلم والدين»، و«بنەماله‌ی ‏زانیاران=الأسرُ العُلمية»، و«يادی مەردان= ذكرى الأمجاد مجلدان»، وفي النحو والصرف: «الفوائد الحميدة شرح الفرائد الجديدة للإمام ‏السيوطي.

من آثاره المطبوعة الأخرى باللغة العربية: في علم الكلام والعقيدة والأديان: «خلاصة جواهر الكلام» و«نور الإسلام»، و«نور الإيمان»، و«رسائل الرحمة في المنطق ‏والحكمة»، وفي الفقه: «إرشاد الناسك إلى المناسك»، وفي السيرة والتأريخ: «الأنوار القدسية في الأحوال الشخصية»، و«إسناد الأعلام» و«الوردة العنبرية في سيرة خير ‏البرية»، وفي النحو والصرف «رسائل العرفان»، و«إعلام بالغيب وإلهام بلا ريب».‏

ومن آثاره بالكردية:«باخچەی گولان= حديقة الورود»، و«بارانی رەحمەت= عيث الرحمة»، و«بەهارو گولزار= الربيع والرياض»، و«بهارستان مولانا جامى=عالم ربيع ‏مولانا الجامي»، و«تەصریفی زنجانی=تصريف الزنجاني»، و«ثەناو سکالا=مديحٌ وتضرُّع»، و«حەج نامە=رسالة الحج»، و«خولاصەی تەفسیری نامی=مختصر تفسير ‏نامي»، و«دوو رستەی مرواری=حلقتان من اللؤلؤ»، و«دیوانی فەقى قادری هەماوەند=ديوان فقي قادر الهماوندي»، و «دیوانی مەحوی=ديوان محوي»، و«ديوانی ‏مەولەوی=ديوان مولوي»، و«ديوانی نالی=ديوان نالي»، و«روگاری ژیانم=أيامُ حياتي»، و«ريگای بەهەشت=طريق الجنة، و«ریگای پيغەمبەر=سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم‏»، ‏و«سەرچاوەی ئايين=منبع الدين»، و«سوسەنی کوسار=سَوسَنةُ الجبال»، و«شەوچرا=سراجُ الليل»، و«شمشير کاری=السيف البتّـار»، و«كەراماتی حضرة ضياء ‏الدين قدس سره‏=كرامات حضرة عمر ضياء الدين‏ قدس سره‏»، و«لەپەنای پيغەمبەر صلى الله عليه وسلم=في ظلال الرسول صلى الله عليه وسلم»، و«لیموی مەزەدار=الليمونة اللذيذة»، و«مەولود نامەو میعراج نامە=رسالة ‏المولد النبوي ورسالة المعراج»، و«نوسراوەکانی كاك أحمدی شيخ=مكتوبات كاك أحمد الشيخ»، و«مناجات وپارانەوەکان= المناجاة»، و«نامەی بەختیار=رسالة ‏السعادة»، و«نامەی پیروز=الرسالة المقدسة»، و«نامەی هوشيار= الرسالة المنبهة»، و«نامەی بوندار=الرسالة العطرة»، و«نوورى ئيسلام=نور الإسلام»، و«نووری ‏قورئان=نور القرآن» في علوم القرآن، و«هونراوە لەپەنای پيغەمبەر ویاوەرانیدا=منظومة في جانب الرسول صلى الله عليه وسلم والأصحاب»، و«وەفات نامه=رسالة وفاة الرسول»، ‏و«وەنەوەشەی نازدار= البنفسجة المدللة»، و«وتارى ئايينى= الخطب الدينية»، و«بناغەی بەختەوەری=أساس السعادة»، و«ئيمان وئيسلام=الإيمان والإسلام».‏