(الٳمامُ الشَّافعيّ (رضي الله عنه) واستحبابُهُ قراءةَ خَتْمِ القُرآنِ علی المَيِّتِ)

بقلم : (ٲ.د. حَسَن المُفتي)

هل تعلمون ٲيُّها الٲحبَّةُ في الله  ٲن الٳمامَ الشَّافعيّ (رضي الله عنه) يَرَی استحبابَ قراءةِ القُرآنِ الكريمِ على الميِّت، (علی خلاف ما اشتهر ٲو نُقل عنه) ومن النصوص الدامغة علی ذلك:

ٲولا: نصه (رحمه الله)، فقد قال في كتاب الأم مع مختصر المزني: (1/322): « وأحبُّ لو قُرِئَ عند القبر، ودُعي للميِّت، وليس في ذلك دعاءٌ مؤقت..».

وجاء في كتاب (القراءة على القبور للحافظ أبي بكر الخلال الحنبلي ت۳۱۱هـ بتحقيق د.يحیی مراد ص ۸۹) : أَخْبَرَنِي رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِيَّ، يَقُولُ: " سَأَلْتُ الشَّافِعِيَّ عَنِ الْقِرَاءَةِ عِنْدَ الْقَبْرِ فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ ".

ثانيا: ما نقل عنه الحافظ الثبت المحقق المدقق شيخ الٳسلام محيي الدين يحیی بن شرف النووي (رضي الله عنه) في كتبه، ونكتفي بما نقله عنه في المجموع والریاض وعلی النحو الآتي:

۱- قال (رحمه الله) في (المجموع شرح المهذب للشيرازي:(5/294) « يستحب أن يمكث على القبر بعد الدفن ساعة، يدعو للميت ويستغفر له نص عليه الشافعي واتفق عليه الاصحاب، قالوا: ويستحب أن يقرأ عنده شئ من القرآن وإن ختموا القرآن كان أفضل».

۲- وقال(رحمه الله) في رياض الصالحين (ص ٤۳۰) تحت عنوان: (الدُّعاء للميِّت بعد دفنه والقعود عند قبره ساعة للدُّعاء له والاستغفار والقراءة) ما نصه:" قال الشافعي (رحمه الله): ويستحب أن يقرأ عنده شئ من القرآن وإن ختموا القرآن كله كان حسنا".

فهذا هو مذهب الٳمام الشافعي(رضي الله عنه) والمنقول عنه من نصِّهِ من المتقدمين والمتٲخرين، لذلك فما اشتهر عنه بخلاف ذلك فهو ٳما مذهبه القديم ٲو مجرد نقل تناقله بعض العلماء من غير سند ولا دليل..

وحيثما استحب (رضي الله عنه) القراءةَ علی الميِّت، دلَّ علی اعتقاده انتفاع الميِّت بها، و وصول ثوابها له، وٳلا لكانت القراءة علی الميّت بعد الوفاة عبثا، كما لا يخفی علی كل ذي لُب. ومن ٲنكر فعلیه ان ينقل النص المسند له رضي الله عنه يفيد التفریق بین المسٲلتين المتلازمتين..

(والله ولي التوفیق)

العبدُ الرّاجي رحمةَ ربِّه الوَليّ

ٲ. د. حسن الشيخ خالد المُفتيّ

ٲربیل/كوردستان/العراق

۲۱رجب ۱٤٤٥هـ=۲-۲-۲۰۲٤م