رئيس إتحاد علماء كوردستان العراق لـ(الرواق ): *التطرف الأعمى لم يخترق كردستان ... كل المحاولات الخبيثة فشلت

رئيس إتحاد علماء كوردستان العراق لـ(الرواق ):


*التطرف الأعمى لم يخترق كردستان ... كل المحاولات الخبيثة فشلت
 
*يجب على هيئات الإفتاء في العالم .. رصد الفتاوى الشاذة وتفنيدها
 
*أحذر الشباب من الإستقطاب .. ( داعش ) ينتشر بين الطبقات الجاهلة والفقيرة
 
*مرصد الأزهر مهمة العلماء .. بمادة ثرية جاهزة للنشر

أجرت جريدة (الرواق) الأزهرية والتي تصدر عن الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف في عددها الثاني عشر و الصادر في سبتمبر 2015 حوراراً مع الدكتور عبدالله سعيد الويسي رئيس إتحاد علماء الديين الإسلامي في كوردستان حول الأوضاع الراهنة و كيفية مواجهة الفكر التكفيري حيث دعى  كل مؤسسات العالم الإسلامي إلى الإلتفاف حول الأزهر الشريف في مواجهة الفكر التكفيري تحت شعار (( يد بيد مع الأزهر في مواجهة الفكر المتطرف )) .
وقال – في حواره مع (( الرواق )) -: إنَّه لايمكن القضاء على الفكر التكفيرى عسكريا فقط ، مطالباً الدول بدعم المؤسسات الفكرية في العالم الإسلامي من أجل القضاء على (( دعش ))

دعا علماء الأمة والمؤسسات الإسلامية إلى قطع الصلة بين الفكر التكفيري والأجيال القادمة .. وطالب الدول الإسلامية وغيرها والباحثين ورجال الدعوة بالإستفادة من مرصد الأزهر لحمايتهم من الأفكار المتطرفة وقال : نحن على يقين كامل بأنَّ أقليم كردستان ليس أرضية سهلة أمام المتطرفين ، ونظراً لأهمية الحوار و إطلاع علماء الدين في كوردستان على مضمون الحوار أردنا من الضروري أن ننشر الحوار كاملاً،  وإليكم نص الحوار

 
طلعنا على جهودكم في نشر الدعوة الإسلامية بكردستان العراق ؟
    في الحقيقة أن المجتمع الكردي دخل الإسلام راغباً ومقتنعاً ، وكان لعلماء الدين الإسلامي دور كبير في نشر الوسطية حينئذ ، حيث تمسكوا بالمذهب الشافعي فقهاً ،وبالمذهب الأشعري عقيدة ، وفي بداية القرن العشرين وحتى ثلاثينيات القرن الماضي التحقت كوكبة كبيرة من العلماء بالأزهر ، وكان لهم دور كبير عندما تخرجوا من جامعة الأزهر ، وعادوا إلى كردستان ، ونقلوا تجربة الوسطية ، ولذلك ترى المناهج الدراسية في (( الكتاتيب )) والمدارس الملحقة بالجوامع متقاربة جداً من حيث الفقه والأصول والعقيدة ، وكان للمدارس الدينية وطرق التصوف دور كبير أيضاً في نشر هذا المنهج الوسطي ، وقد إستمر علماء الدين الإسلامي في كردستان من الماضي إلى الآن على هذا النهج ، وحاربوا الفكر المتطرف الذي لم يستطع أن يجد موضوع قدم في أقليم كردستان رغم المحاولات العديدة الخبيثة التي باءت جميعها بالفشل .

وكيف ترى مواجهة الأفكار المتطرفة التي تسعى التنضيمات الإرهابية لنشرها ؟
    أرى أن من وجب علماء الدين والمؤسسات الدينية مواجهة الفكر المتطرف ، الذي إذا دخل أي مجتمع يشيع الفرقة والتشدد وعدم قبول الآخر أو التعايش معهم ..
ولا بدَّ من إصدار المؤلفات والمقالات وتكثيف الجرعات الإعلامية التي تعالج هذا الفكر المتطرف وكذلك عقد لقائات دينية في المساجد والمؤسسات التعليمية لتوضيح صحيح الدين بالمنهج معتدل .
ويمكن الإستفادة من تجربة الأزهر فى مواجهة الفكر المتطرف ونشر قيم الإسلام من السمحة والوسيطة . وتركيز على الأفعال رسولنا الكريم التي تحارب التطرف بكل أشكاله .
والأسف الآن يتم تشويه صورة الإسلام السمحة بأيد بعض من ينتسيبون إليه بتطرفهم الأعمى حيث يذبحون ويقتلون تحت ستار الدين .. ويجب على المؤسسات الدينية المنتشرة في كل أنحاء العالم كشف الستار عن هؤلاء الذين يدعون نصرة الإسلام ، ويأتون بأفعال وممارسات وحشية ، الدين منها براء .. وينبغي أيضاً على هيئات الإفتاء رصد تلك الفتاوي المغلوطة والشاذة والتكفيرية ، التي نتصب إلى الإسلام زوراً وبهتانأ وتفنيدها بالحجة القوية ، خاصة أن بعض الفتاوي  نسبت  وقيلت في زمن معين  ومكان معين ،ونحن نعرف  أن الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان.

هناك خلط كبير بين التراث الاسلامي والمنهج الفقهي ، هناك اشياء في التراث الإسلامي تخص الزمان الذي قيلت فيه ولاتناسب عصرنا الحالي ، ويجب علي مؤسسات الإفتاء دحض هذه الآراء التكفيرية ، وعلى أجهزة الإعلام مساعدتها في ذالك ، وعلي الحكومات فتح المجال أمام الدعاة المخلصين والنخبة الواعية التي تحمل رسالة الوسطية لمحاربة الفكر التكفيرية ، الذي من الممكن أنْ يتسرب إلى جيرانها فتنتشر الفوضى في المجتمعات .

  • كيف ترى مرصد الأزهر ؟
  • __ نحن ننظر للأزهر الشريف على أنه قبلة العلم وله تأريخ مشرف يجب على كل علماء الدين أنْ يفتخروا به  إذ انه حافظ علي عقيدة وهوية الأمة .. وان الشعب الكردي يعتمد كثيرا على فتوي علماء الإزهر الذين آثروا الأوساط العلمية الكوردية، وأتابع الكثير من الباحثين و العلماء الكورد عندما يكتوبون في باب من الأبواب الفقهية واجدهم يعتمدون علي هذه الفتاوي.
ن ما يقوم به الأزهر الأن عبر هذا المرصد من دحض للآراء والفتاوي التكفيرية يسهل مهمة العلماء : حيث يضع مادة علمية ثرية تحت أيدي الباحثين  والمفتين وعلماء الدين ورجال  الدعوة الإسلامية في العالم الإسلامي يمكنهم الأستفادة منها في تنفيد ودحض الأفكار الشاذة ونشرها في كل أصقاع الدنيا.
ن مايقوم به هذا المرصد يسهل الأستنارة بهذه الأراء خاصة في الدول التي تعاني مشكلات التطرف ، حتي البلاد غير الإسلامية.

ما تعليقكم علي ارتفاع اعداد الشباب المنضمين الي التنظيمات الإرهابية – خاصة (( داعش ))- وكيف نواجه ذالك؟
    يجب علينا جميعا ان نتعامل مع الفكر المتطرف بحذر وشدة، الأن هذا الفكر يحاول ان ينتشر بين الطبقات الجاهلة  والفقيرة ، ويجب علي الشباب  ان  يكون منتبهين لحالة الإستقطاب .. فالفكر التكفيري يحاول تجميل الصورة الوحشية التي يدعو اليها ، حيث  الأعمال الإرهابية : من سفك للدماء وسبي  للنساء وحرق  وقتل  وتعذيب  الأسري  وغيرها من الجرائيم التي ترتكب باسم الإسلام ، والإسلام  منها براء
    ويجب علي الشباب أن لاينجرف إلى هذا الفكر المنحرف على شبكات التواصل الإجتماعي ، وأن يكون حذراً ، ولا ينخدع بالأكاذيب والمفاهيم المغلوطة في بعض الأبواق الإعلامية والكتيبات الصغيرة ، وأن يقوم بدراسة العلوم الإسلامية بعمق ,ويرجع إلى أصول الأحكام ومقاصد الشريعة الإسلامية بما يحضنه من الفكر الضال . وينبغي على الوالدين أن يتابعا أولادهما في البيت متابعة دقيقة ، وكذلك في المدارس ، وعند ملاحظة أي تغير في أفكارهم ينبغي مراجعة حتي يعودوا إلى رشدهم.
وأؤكد أنه لايمكن القضاء على الفكر التكفيري عسكرياً فقط ، والدول التي تحارب (( داعش )) والموجودة في العالم تبرز جهودها فقط ، لكن يبقى التكالف الضروري أيضا لدعم المؤسسات الفكرية بالعالم ، خاصة الأزهر من أجل القضاء على ((داعش)) فكرياً.
هذا الفكر إذا لم يحارب يمكن أنْ يستمر ويخرب تراثا وميراثا للأجيال القادمة ، ويجب على علماء الأمة والؤسسات الإسلامية قطع الصلة بين الفكر التكفيري والأجيال القادمة ، لكي تتم عملية حصر عمر هذا الفكر التكفيري ، كما يجب على كل مؤسسات العالم الإسلامي الإلتفات حول مؤسسة الأزهر في مواجهة الفكر التكفيري تحت شعار (( يد بيد مع الأزهر الشريف في مواجهة الفكر المتطرف )) .


  • قامت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بإعداد وتدريب علماء إقليم كردستان .. فكيف استفدتم من هذه الدورات ؟
__ لايخفى على أحد ماتقوم به (( الرابطة )) من أنشطة دعوية ، تستفيد بها كل الأجيال في مختلف دول العالم من خلال نخبة من علماء الأزهر .. ونحن في إقليم كردستان كانت لنا أمنية أن نستفيد من الأزهر ، وبفضل الله تحققت هذه الأمنية ، ونتمنى أن يستمر الأزهر بإقامة الدورات المكثفة لعلمائنا ، الذين يحملون خبرات ومعلومات دينية أشاد بها علماء الأزهر ، ولكن تجربتنا غير كافية لمحاربة الفكر المتطرف ، وقد قمنا بعقد مجموعة من الدورات في عامي 2012/2013 ، وكانت لهذه الدورات كبير الأثر في محاربة الأفكار المتطرفة ، مستفدين من تجربة الأزهر في أسلوب إقامة الدورات ، وكيفية مخاطبة ومناقشة المتطرفين ، والإستفادة من آراء المعاصرين لدحض هذه الآراء الشاذة ، وغيرها ، ونحن نرى أن تجربة الربطة بعقد هذه الدورات جيدة ومباركة ، ونأمل أن تستمر هذع الدورات واللقاءات بشكل دوري .
نحاول الآن دعم العلاقات السياسية بين إقليم كردستان ومصر بعلاقات دينية وثقافية من خلال هذه الدورات ، حيث تم قبول والتحاق مجموعة كبيرة وصل عددهم قرابة ال 30 طالبا بالمنحة الأزهرية ، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للالتحاق بهذه العام الدراسي ، سعياً إلى نقل تجربة الأزهر إلى كردستان من أجل محاربة الفكر المتطرف .. ونحن على يقين كامل أنَّ أرضية إقليم كردستان ليست أرضية سهلة أمام المتطرفين ، لكننا نتحذ الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع وصول هذا الفكر التكفيري إلى المجتمع الكردي ، الذي بنى منهجه وأفكاره على الوسطية ، ونحن كعلماء الدين نحمل مسؤلية محاربة الفكر المتطرف وإدامة المنهج الوسطي .