من أخلاق الرسول صل الله عليه وسلم

الدكتور القصبى زلط * 

 

إن رسول الله – صل الله عليه وسلم – كان يعفو دائماً عمن ظلمة أو أساء إليه .

وقد قال رب العزة فى وصف خلقة : (وإنك لعلى خلق عظيم).

والخلق إذا وصف بالعظمة من بشر ، فهو على قدر علم البشر أما إذا صدر من رب العزة فكيف تكون هذه العظمة ؟ إنها تكون عل قدر علم المتكلم وهو الله سبحانة وتعالى والله أعلم بمن خلقة وإذا طالعنا شيئاً من سيرة رسول الله – صل الله عليه وسلم – نرى خلق العفو عن المسئ واضحاً فى حياته وفى معاملاته .

ففى غزوة أحد شج وجهه – صل الله عليه وسلم – وكسرت بعض أسنانه وقتل كثير من أصحابه ، ومع هذا كان يقول : اللهم أغفر لقومى فإنهم لا يعلمون .

ثم لما فتح مكة لم ينتقم ولم يعاقب بل قال فى سماحة وحب لمن أساء إليه :أقول لكم كما قال يوسف لإخوته : لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء .

وقد علمه ربه أن يصبر على أذى المشركين وألا يضيق صدره باستهزائهم وسخريتهم وأمره أن يكثر من الاتصال بالله حتى يذهب عنه هذا الضيق ، وحتى يكون عفوه عن المسئ لله وفى الله فقال سبحانه وتعالى :  ( ولقد نعلم أنك بضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) وتأمل هذه الرحمة وهذا الخلق الرفيع .

يروى المحدثون أن يتيمه كانت تربيها الصحابية الخليله :أم سليم . وأن هذه اليتيمة قابلت رسول الله – صل الله عليه وسلم – فى الطريق ذات يوم فقال لها : لقد كبرت لا كبرت سنك ، فانطلقت اليتيمة إلى أم سليم وهى تبكى وقالت لها لقد دعا على رسول الله فقال : لا كبرت سنك وأنا لن أكبر . فذهبت أم سليم إلى رسول الله وقالت له : يا رسول الله زعمت يتيمتى أنك دعوت عليها وهى خائفة من هذه الدعوه فقال رسو الله : يا أم سليم أما تعلمين أنى اشترطت على ربى فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فمن دعوت له بدعوه ليس لها بأهل فأجعلها له زكاة وقربة يتقرب بها إليك يوم القيامة .

سلام عليك يا سيدى يا رسول الله يا من عفوت عن المسئ وأنت قادر على أن تنتصر، رحمة منك ورأفة وصدق من سماك الرؤوف الرحيم .

 

* عضو هيئة كبار العلماء