في يوم 15/5/2013 زار السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي مع وفد مرافق له المكتب التنفيذي لاتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، واستقبل من قبل رئيس الاتّحاد الشّيخ عبد الله سعيد الكوردي وجماعة من أعضاء المكتب التنفيذي وعلماء الدين الإسلامي في كوردستان.

في بداية اللّقاء أبدى رئيس الاتحاد ترحيبه باسم علماء الدّين الإسلامي للسّيد الحكيم، وتباحث الجانبان العلاقات التّأريخية بين علماء الدّين في كوردستان ووسط العراق وجنوبه، وتطرّق رئيس الاتّحاد في هذا اللّقاء الودّي إلى تأريخ تأسيس اتحاد العلماء الدين الإسلامي في كوردستان على يد الزعيم الكوردي المرحوم الملا مصطفى البارزاني عام 1970، وكان هذا نابعًا من شعوره بالمسؤولية، وكان جزءًا من اهتماماته بالدين الإسلامي الحنيف، وتحدّث عن الصّعوبات الّتي واجهت الاتّحاد خلال مسيرته التّأريخية ومن خلال الثورة الكوردية المباركة.

ثمّ تكلّم عن المهمّة الرّئيسة للاتّحاد حيث يعمل كمنظمة مدنية دينية ناشطة لتنمية مجتمع ذات ثقافة دينية ووطنية، ويعتمد على وجود علماء الدين الإسلامي في كوردستان حاملي الوسطية، جاهدين لتنمية وتربية أفراد المجتمع بحب الدين والوطن كركنان أساسيان للحياة،وظهر تأثير جهودهم المباركة.

ومن خلال كلمته أشار أيضًا إلى العلاقة التأريخية بين الكورد والمراجع الشيعية في العراق، وبالأخص مع عائلة السيد عمار الحكيم إذ كان لهم دور كبير طيلة التّأريخ مع الشعب العراقي بأكملها والشعب الكوردي خصوصا، ولاسيّما فيما يخصّ ظلم السّلطة العراقية الظّالمة البائدة تجاه القضية الكوردية، وتمنّى أن يكون للسّيد الحكيم اهتمام أكثر لحل المشاكل العالقة بين الإقليم والحكومة الاتّحادية.

كما أشار رئيس الاتّحاد خلال كلمته إلى تطوّر وتقدّم الدراسة الإسلامية في كوردستان بوجود مئات المدارس الحكومية والمعاهد والكليات الإسلامية والمدارس الأهلية، وذلك بتعاون حكومة إقليم كوردستان.

كما تطرّق إلى ارتقاء المستوى العلمي لدى علماء الدين في كوردستان مقارنة مع ما قبل الانتفاظة الكوردية عام 1991، وأشار إثر ذلك إلى وجود مئات من أئمّة المساجد وخطبائها يحملون شهادة الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس والدبلوم، وعديد من الطلاب الكورد  يدرسون خارج إقليم كوردستان على نفقة حكومة إقليم كوردستان.

ثم أشار السيد جلال الخيلاني نائب رئيس الإتحاد في كلمته إلى دور المراجع الدينية في العراق، ثمّ  قال: حان الأوان لأن تقوم المراجع الدينية في العراق خاصة سماحتكم الموقرة بتوجيه كلمةٍ إلى رئيس الوزراء العراقي لحل المشاكل مع الكورد خاصة تطبيق المادة (140)  المتعلقة بالمنالطق الكوردستانية خارج الأقليم.

من جانبه أبدى السيد عمار الحكيم فرحه بزيارته للمكتب التنفيذي وهذا الترحيب الحافل من قبل إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان، وقال: كلّما أزور كوردستان وأربيل أحس بالأمن والأمان والعزة.

وصرّح بأنّ زيارته إلى مقرّ الاتّحاد تأتي نتيجة الدور الكبير للعلماء الدّين في كوردستان، وهذا ما دفع به إلى الالقاء بأعضاء الاتّحاد من قريب لتبادل الأراء،وأكّد أنّنا جميعًا في العراق نحاتج إلى جمع كلمتنا ونشر روح التسامح والابتعاد عن الأفكار الطائفية، لأن العراق خلال هذه السنوات مرت بعديد من المراحل الساخنة لوجود العديد من الأفكار المتطرفة. وأسف على أنّ الآيات القرآنية والأحاديث النّبوية تفسّر أحيانًا كثيرة بصورة غير صحيحة نتيجة هذه الأفكار المتشدّدة، بحيث لاتتطابق مع البنود الإسلامية بل وتكون سببا لتضليل الحقائق، وقال: وجود هذه اللقائات ضروري جدا لنا، لكي نسطيع من خلالها أن نعمل سويا على تربية كل أبناء العراق على روح التسامح، وهذا من أجل إيجاد مجتمع حضاري وثقافي ديني يكون سببا لحياة كريمة لكل أبناء الشعب العراقي.

وبعد اللقاء شاهد السيد عمار الحكيم صور شهداء إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان،واختتم الزيارة بمؤتمر صحفي بين السيد عمار الحكيم و رئيس إتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان ، وجدير بالذّكر أنّ السّيد فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم رافق الحكيم في الزّيارة.